الأربعاء، 18 يونيو 2014

مالذي يريده المالکي؟

undefinedبحزاني - اسراء الزاملي: إصرار رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي في التمسك بولاية ثالثة و السياسات المشبوهة التي إلتزم بها طوال الولايتين المنصرمتين له و عدم إستعداده لأية حلول وسط، قادت و تقود العراق الى منعطفات بالغة الخطورة و ترسم مؤشرات و علامات غير عادية في الافق، وان إنفجار الموقف في محافظتي نينوى و صلاح الدين و التي يسعى المالکي لحصرها في زاوية إرهابيي داعش،
وتجاهله للحقائق الاخرى على أرض الواقع ومنها الرفض الجماهيري العارم له و لسياساته، تبين بوضوح نوايا غير سليمة و مشبوهة له من الاوضاع في تلك المناطق بما يؤکد نيته في إعادة نفس السيناريو العسکري الذي إتخذه ضد أهالي الانبار.
حالة الاحتقان الديني و الطائفي و العرقي الذي يعيشه العراق و يوتر أجواءه بصورة غير عادية، هي في الحقيقة أجواءا تداعت عن تلك السياسات المشبوهة ذات الطابع الطائفي لرئيس الوزراء و التي أثارت الشکوك و المخاوف لدى الجميع، إذ أن الجميع بما فيهم الشيعة أنفسهم يعيشون في حالة من التوجس و القلق، ولايمر يوم إلا ونسمع بثمة خبر عن تعرض لطائفة او أقلية دينية او مواجهات عرقية او طائفية او دينية، والذي يثير السخرية أن کتلة رئيس الوزراء التي إختارت لنفسها تسمية(دولة القانون)، هي الکتلة الاکثر تحريکا و دفعا للسياسات المشبوهة بإتجاه الاحتقان الطائفي و العرقي ومايتداعى و ينجم عنهما.
الاسلوب الذي إتبعه المالکي لحل و معالجة إعتصام أهالي الحويجة و مافعله بنفس الاتجاه مع المعتصمين من أهالي الانبار، أثبتت بما لايقبل الشك أن المالکي لايعطي مجالا او متنفسا للطرف الآخر و يعمل دائما على فرض آرائه و أفکاره التي بالطبع تتعارض مع مصلحة و موقف الاطراف المقابلة الاخرى، وان الاحداث التي إندلعت في نينوى و صلاح الدين لايمکن أبدا تنسيبها و ربطها مجموعة متطرفة معزولة عن الناس کداعش، بل کان يعبر عن موقف و إرادة جمعية رافضة لما يريد المالکي فرضه على الاخرين بالقوة و ان العالم و على الرغم من التنسيق الاعلامي الکبير بين حکومة المالکي و النظام الايراني من أجل حرف الحقائق و قلبها و تشويهها و إعطاء صورة مغايرة تماما لما يحدث في نينوى و صلاح الدين، قد بدأ يرى أمورا و وقائع تختلف تماما الاختلاف عن تلك التي يطرحها المالکي و حلفائه في طهران.
مايريده المالکي هو ان يجعل نفوذ النظام الايراني في العراق فوق الجميع و يستخدمه کسيف ديموقليس ضد الاخرين في سبيل بقائه الى إشعار آخر في منصب رئاسة الوزراء، لکن، وطلما بقي المالکي في منصبه و بقيت سياساته المشبوهة التي بالاساس تنفيذ لأجندة خاصة للنظام الايراني فإن الارض ستتفجر أکثر فأکثر تحت أقدام المالکي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق