الأربعاء، 18 يونيو 2014

العراق الذي لايختصر في المالکي

كتابات - منى سالم الجبوري: يسعى نوري المالکي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، الى الايحاء مع حاشية و بطانة خاصة تحيط به الى انه يمثل رمزا للعراق و شعبه و انه الخط الاحمر للذود عن مصالح العراق و أهله، وهذا مانجده متجسدا في الکثير من الصخب الاعلامي الذي تروجه ماکنة الاعلام المالکية و تجتره وسائل أعلام النظام الايراني و بعض من الاوساط الاعلامية العربية ولکن بتحفظ.
سعي المالکي و رهطه لإختصار العراق فيهم، هو نفس سعي کل دکتاتور و مستبد لجعل نفسه القدوة و المثل الاعلى بدئا بفرعون و إنتهائا بالزعامات الدکتاتورية العربية التي تساقطت الواحدة تلو الاخرى، وان الوطنية التي يحاول المالکي إثباتها بمن في يده السلطة و الحکم وهذا هو عين الخطأ و التغابي القفز على الحقائق، لأنه ليس بالضرورة أن يکون الحاکم ممثلا للشعب و معبرا عنه إلا إذا کان مجسدا لآماله و تطلعاته و طموحاته و محققا لما يصبو إليه، وان الشعب العراقي لايحلم و يتمنى سوى أمرين هما: العيش بسلام و الامن و الاستقرار، فهل حقق المالکي شيئا من ذلك؟
طوال 8 أعوام من فترتين خائبتين مجدبتين فاشلتين لحکمه، عم العراق حالة من الفوضى و اللاأمن و الفساد بمختلف أنواعه، ولم يقدم المالکي شيئا يذکر بالمرة للشعب العراقي سوى الکوابيس و المشاکل و الازمات التي کانت تنهال عليه من کل صوب و حدب، خصوصا بعد أن قام المالکي في ولايته الثانية المشبوهة التي يمکننا أن نسميها أم المشاکل و الکوارث و الازمات، بربط نفسه و العراق بعجلة النظام الايراني التي تسير اساسا صوب الهاوية مما جعل العراق مستودعا و مستقرا لکل نتائج و تداعيات مايعانيه هذا النظام بل انه قد جعل من العراق أيضا بمثابة مکان لتفريغ أزمات و مشاکل النظام الايراني فيه و إلهاء العالم بما يحدث من مآسي و کوارث حتى ينعم نظام الملالي برغد العيش على حساب الشعب العراقي و أمنه و استقراره.
تحرك العشائر العراقية و ثورتها على فساد حکومة المالکي و تبعيتها المفرطة و تقاطعها مع المصالح الوطنية العراقية العليا، کانت وراء ذلك الاحساس الکبير بالفرح و الغبطة بين اوساط الجماهير في نينوى و تکريت وهي تشهد يوما من دون قوات تابعة للمالکي لاهم لها سوى بناء المواضع و السواتر لحماية نفسها من الاعداء في حين کان کل ذلك ينعکس سلبا على الناس و حياتهم اليومية، وان المالکي کما يسعى لإختصار معاني الوطنية و العراق بحد ذاته في شخصه، فإنه يحاول أيضا لإختصار حالة الثورة و الرفض ضد في محافظات العز و الصمود و المقاومة بتنظيم داعش الارهابي، متناسيا أن أسياده في طهران هم من أقحموا هذا التنظيم في الاحداث السورية و وهم الذين يقفون خلف الارهاب و التطرف الديني في المنطقة و العالم، وهو بذلك يريد أن يصادر موقف قرابة 10 ملايين عراقي رافضين له، وان الايام القادمة التي تخفي بين ثناياها الکثير من المفاجئات، سوف تثبت من هو المالکي و رهطه و الى أين يسيرون!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق