السبت، 30 نوفمبر 2013

إتفاقية جنيف ليست طريقا للخلاص

بحزاني - مثني الجادرجي: لم تأتي موافقة النظام الايراني على توقيعه لإتفاقية جنيف و إستسلامه للمطالب الدولية من فراغ او من تلقاء نفس النظام او بادرة طيبة و حسن نية منه، وانما کان حاصل تحصيل أکثر من سبب و عامل يرزخ على صدر النظام و يکتم أنفاسه.
العقوبات الدولية المفروضة على النظام مع دورها الفعال و المؤثر کعامل في إجبار النظام الى الانقياد  خانعا و ذهابه الى جنيف، لکنها مع ذلك لم ترقى الى عامل الضغط الداخلي المتزايد بسبب حالة الغليان الشعبي التي ترعب النظام کثيرا، کما ان تورط النظام و تدخله السافر في الشأن الداخلي السوري و وقوفه المشبوه الى جانب النظام السوري، و بسبب من تردي أوضاعه و أوضاع النظام السوري و إزدياد أزمته الاقتصادية حدة من جراء ذلك، جعلت کل الابواب موصدة بوجهه و لم يکن أمامه من خيار سوى الذهاب الى جنيف و توقيع الاتفاقية رغما عن أنفه.

توقيع وزير خارجية النظام على إتفاقية جنيف مع مجموعة5+1 لايعني بأن النظام قد أذعن فعلا للأمر الواقع وانه سوف ينفذ بنود الاتفاقية بکل إخلاص و أمانة، بل من الواضح جدا انه سيسعى للإلتفاف عليها و إيجاد ثغرات او منافذ ما فيها لکي يقوم مجددا بخداع المجتمع الدولي و السعي لإنجاز مشروعه النووي المشبوه، کما انه والى جانب محاولاته لإنجاز مشروعه النووي سرا، يحاول أيضا وعن طريق تحسن أوضاعه الاقتصادية الترکيز على الجبهة السورية من خلال إنعاش جبهة النظام المتداعية المنهارة على بعضها، بالاضافة الى عملية مراجعة سريعة لمجمل أوضاعه الداخلية المرتبکة و التي تعاني هي الاخرى من تخبط و مشاکل وازمات، ومن المفيد جدا أن لاتقف المقاومة الايرانية و کذلك الثورة السورية موقف المتفرج من هذا الامر وان يبادرا الى فضح هذا المخطط و کشفه و تعريته أمام المجتمع الدولي، لأن هذا النظام يستغل الصمت و السکوت و يوظفه لصالحه ولذلك فإن تکاتف و تعاون و تآزر المقاومة الايرانية مع الثورة السورية و التنسيق فيما بينهما لعدم السماح للنظام بالعبور من هذه المرحلة بکل هدوء و طمأنينة، هو أمر مطلوب و ضروري جدا.

إتفاقية جنيف التي لجأ النظام اساسا إليها صاغرا ذليلا مجبرا، لايجب أبدا أن ينظر إليها على أنها فتح او إنتصار سياسي للنظام وانما هو بمثابة الخطوة الاولى نحو الهاوية او بکلمة أدق بداية العد التنازلي لنهاية النظام، وليس بغريب أن يطالب الامريکيون برحيل الاسد بعد توقيع الاتفاقية مباشرة، ولذلك يجب أن يکون مفهوما أن إتفاقية جنيف هي مجرد محطة لن تقود بالنظام أبدا الى شواطئ الامان وانما وفي أفضل الاحوال نحو مصير مجهول لايبعث على أي أمل او تفاؤل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق