الاثنين، 25 نوفمبر 2013

المالکي يتطلع الى جنيف بقلق

صوت كوردستان -  سهى مازن القيسي : المحادثات النووي الجارية في جنيف بين مجموعة 5+1 و النظام الايراني، تشد إليها الانظار و هي محط الاهتمام على مختلف الاصعدة لتأثيرها المباشر على الکثير من الامور و المجريات في المنطقة، ولعل رئيس الوزراء نوري المالکي من أکثر المهتمين و المولعين بها لأسباب کثيرة و متباينة.
المالکي الذي ألقى بکل کراته في سلة النظام الايراني، من حقه أن يکون من أکثر المعنيين و المهتمين بنتائج هذه المفاوضات، لأنها تتعلق بمستقبله السياسي و بمکانته و هيبته اللتين قد إهتزتا في الفترات الاخيرة بفعل الانتکاسات و الاخطاء و الاجرائات غير السليمة التي أقدمت عليها حکومته بأمر منه، وأن من الواضح جدا بأن المالکي يتطلع(مثل النظام الايراني نفسه)، الى حلول و معالجات لأزماته و مشاکله و محنته من خلال إنتهاء مفاوضات جنيف بنتيجة مفيدة للنظام الايراني.

روحاني الذي يقوم بحملة ماکرة و مشبوهة تهدف الى خداع المجتمع الدولي من أجل إبرام إتفاق يضمن تخلص النظام من العقوبات الدولية المفروضة عليه، لاتزال الاطراف الدولية تتعامل بمنتهى الحذر معه و لاتترك له الحبل على الغارب، وان مفاوضوه يدرکون جيدا مقاصد روحاني من وراء ذلك، ولهذا فإنه من دون شك لاأمل لخروج النظام بنتائج إيجابية من المفاوضات من دون أن يقدم تنازلات جوهرية من أجل ذلك، وان هذا الامر ان حصل فإنه سيکون عامل إضعاف للنظام لأنه سيمهد لطريق ينتهي بالتخلي عن المشروع النووي للنظام، ومن هنا فإن الامور ليست کما قد يعتقد المالکي و غيره.

المشاکل و الازمات التي تحاصر حکومة المالکي و تجعلها في موقف أکثر من حرج، والاوضاع الامنية السيئة جدا في العراق حيث لايمر يوم من دون تفجيرات او قتل او جرائم مختلفة ناهيك عن ماسببتها الامطار من مشاکل إضافية أخرى من جراء قصور المالکي و خلال دورتين متتاليتين له کرئيس للوزراء في بناء بنية تحتية لبغداد و المدن الرئيسية الاخرى، کما أن الازمة الاخيرة التي إفتعلها بإقدامه بالهجوم على معسکر أشرف في الاول من أيلول/سبتمبر حيث قتل 52 و تم إختطاف 7 آخرين، وماتداعى عنه من أصداء و صخب و جدل سياسي على مختلف الاصعدة، والموقف الهزيل لحکومته ازاء ذلك حيث لازالت تصر على نفي أية علاقة لها بالجريمة على الرغم من أن الادلة و القرائن کلها تدينها بل وحتى أنه قد عومل خلال زيارته الاخيرة لواشنطن على أساس تلك الادلة و القرائن، کما أن وجود إضراب مفتوح للمئات من سکان ليبرتي و المئات الاخرين من خمسة مدن مختلفة في العالم عن الطعام، يشکل هو الاخر مصدر إزعاج و إرباك للمالکي الذي يعاني اساسا من مشکلة نجمت عن تقديم خدمات للنظام الايراني، ولذا فإن المالکي يتطلع و بقلق بالغ الى جنيف على أمل أن تهب من هناك نسمة أمل مفعمة بالتفاؤل کي تمنحه شئ من الراحة و الثقة بالمستقبل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق