الأحد، 17 نوفمبر 2013

النتائج المخيبة لوحدها لاتکفي


المستقبل العربي - سعاد عزيز: ماقد أعرب عنه مسؤولون اميرکيون في واشنطن من أن مباحثات المالکي هناك مخيبة و غير مثمرة، بمثابة إشارة أمريکية قوية ضد الامال و الطموحات الي عقدها المالکي و النظام الايراني على هذه المباحثات وانها تمهد الطريق رويدا رويدا لإزاحة المالکي من المشهد السياسي العراقي والبحث عن بديل مناسب له.
زيارة نوري المالکي أعقبت سلسلة نشاطات سياسية للرئيس الايراني روحاني إتسمت جميعها بطابعها الاستعراضي و جنوحها نحو إتجاه يسعى لکسب ثقة واطمئنان الغرب بعد أن سادت حالة من عدم الثقة دفعت الى فرض عقوبات قاسية على النظام وان ذلك أفقده الکثير من أسباب المناورة و المبادرة ولاسيما بعد أن عملت العقوبات النفطية تأثيرها على أکثر من صعيد، بالاضافة الى البروز الدولي الملفت للنظر لمنظمة مجاهدي خلق و نجاحهم في کسب عطف و تإييد قطاع عريض من الشارع الاوربي و إستئثارهم بحضور مميز في الولايات المتحدة خصوصا فيما يتعلق بأوضاع سکان أشرف و ليبرتي و ماحصل مؤخرا من مجزرة کبيرة في معسکر أشرف في الاول من أيلول سبتمبر الماضي، کما ان هذه الزيارة أعقبت أيضا زيارة طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية لبروکسل و التي حظيت بحفاوة لافتة للنظر، ومن أجل السعي لقطع الطرق على خصوم طهران و المالکي، فإن الاخير قد بدأ بزيارته لواشنطن وسط تحفظات وحالات من عدم الرضا عنها ليس على صعيد اوربا والمنطقة فقط وانما على الصعيد الاميرکي ذاته.

الانتقادات الحادة التي وجهها أعضاء بالکونغرس الاميرکي للحکومة العراقية بعد إجتماعهم مع رئيس الوزراء نوري المالکي والتي أکدوا فيها إنهم مستعدون لتلبية مطلبه بتقديم مساعدات عسکرية إذا أجرت بغداد تغييرات جوهرية، وإذا ماعلمنا بأن هذه الزيارة هي الاولى للمالکي لواشنطن منذ عامين، فلابد أن نعلم بأن هذه الانتقادات الحادة ستلقي بظلالها القوية على أية مواقف قد يتخذها الرئيس اوباما ازاء العراق سيما المتعلقة منها بمطالب خاصة مقدمة من المالکي نفسه، هذا في الوقت الذي مازالت التصريحات و المواقف الدولية المختلفة من هذه الزيارة تتخذ طابعا تصعيديا وخصوصا على الصعيدين الاقليمي والاوروبي حيث يمکن تلمس حالة من عدم الارتياح والثقة بما يمکن أن يفعله المالکي في واشنطن و ماقد يتمخض عنه.

الازمة المستفحلة بين المالکي وبين المعارضين الايرانيين المتواجدين في العراق من أعضاء منظمة مجاهدي خلق والتي إندلعت على أثر الهجوم العنيف الذي شنته قوات حکومية ضد معسکر أشرف في الاول من أيلول سبتمبر و الذي أسفر عن مقتل 52 و إختطاف 7 من السکان، حيث يستمر إضراب عن الطعام للمئات من سکان ليبرتي ليدخل شهره الثالث، فيما تواصل العديد من الاوساط الدولية المعنية بحقوق الانسان والحريات الى ابداء المزيد من التعاطف معهم، لکن منظمة مجاهدي خلق المعروفة بتحرکاتها السياسية النشيطة و الدؤوبة تحاول من خلال إيصال أکثر من رسالة الى العاصمة الامريکية و الى دوائر القرار فيها بخصوص ذلك الهجوم، تريد لفت الانظار الى النفوذ المتزايد للنظام الايراني هناك وکونه السبب الاساسي في ذلك الهجوم و کون المالکي مجرد آلة ووسيلة طيعة لتنفيذ مآربهم في العراق.

مواقف أعضاء الکونغرس الاميرکي من المالکي على الرغم من أهميتها، لکنها ليست کافية وانما تحتاج الى موقف أکثر صرامة و حزما و وضوحا من جانب المسؤولين لأن توفير حماية و أرضية مناسبة للمالکي تعني تقويةمحور المالکي ـ طهران ـ دمشق ـ حزب الله و مايعنيه ذلك من فرض خيارات وسياقات أخرى على المنطقة والعالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق