السبت، 23 نوفمبر 2013

رسالتان کردية و عربية


علاء کامل شبيب -  (صوت العراق) : مع إزدياد النشاط السياسي و الاعلامي للرئيس روحاني و تتابع التقارير التي تتحدث عن إمکانية بدء مرحلة جديدة في العلاقات الامريکية الايرانية و إمکانية حسم الکثير من الامور و الملفات المستعصية بين الطرفين وعلى رأسها الملف النووي، شهدت المنطقة وخلال الاسابيع القليلة المنصرمة تحرکين سياسيين مهمين، أوهما کان قيام 25 عضوا في برلمان إقليم کردستان العراق بتوقيع بيانا أکد فيه دعمه و مساندته لمطالب المضربين عن الطعام في مخيم ليبرتي و دعا أيضا الى الافراج عن الرهائن السبعة و ضمان أمن و سلامة سکان مخيم ليبرتي
أما ثانيهما فقد کان زيارة 19 عضوا في البرلمان الاردني لباريس و مشارکتهم في مؤتمر أعلنوا فيه دعم أغلبية البرلمان الاردني للمقاومة الايرانية و مطالبتهم بالافراج عن الرهائن السبعة و ضمان أمن سکان ليبرتي، وقد قاموا بتسليم السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وثيقة بتوقيع 85 من أعضاء البرلمان الاردني أي أغلبية أعضاء البرلمان البالغ عدده 150 عضوا.

ماقام به برلمانيوا الاردن و إقليم کردستان العراق، يجسد واقع الموقف الشعبي و إزدياد رفض شعوب المنطقة للدور المشبوه للنظام الايراني و ماجره و يجره من مصائب و ويلات على المنطقة خصوصا من إذکاء الاقتتال الطائفي و شق الصف الوطني، ومن الواضح أن هذين الموقفين ومع کونهما موقفين سياسيين ناضجين و يتسمان بروح الحرص و المسؤولية، لأنه ينطلق من مقومات تعتمد على مصالح شعوب المنطقة و أمنها و إستقرارها، وهي تفکر بطموحات و تطلعات الشعب الايراني للحرية و الديمقراطية وليس أن تفکر بخطوط النظام الايراني الحمراء التي تحاول جاهدة جعل التحرکات و المعادلات السياسية في المنطقة يتم إتخاذها على أساس رؤيتها و في ضوء مصالحها الضيقة.

موقف البرلمانيين الاردنيين الذي تزامن مع دخول مضربي ليبرتي عن الطعام شهرهم الثالث و المحاولات الحثيثة التي باتت حکومة نوري المالکي تبذلها جهارا من أجل التملص من مسؤوليتها المباشرة حيال مجزرة الاول من أيلول/سبتمبر و السعي لتمييعها من خلال مؤتمرات و ندوات سياسية مکشوفة و مشبوهة کتلك التي عقدتها في جامعة بغداد يوم 16 من الشهر الجاري بهدف تبرير الجريمة و إيجاد منفذ او طريق نجاة للمالکي، لکن من الواضح أن موقف البرلمانيين الکرد و من بعدهم إخوتهم العرب من الاردن، يمکن إعتباره بمثابة رسالتين خاصتين جدا لکل من يعنيه الامر و خصوصا اولئك الذي مازالوا يراهنون على النظام الايراني وإمکانية تأهيله و جعله عضوا صالحا في المنطقة والى کل اولئك الذين مازالوا مأخوذين بطروحاته وحتى الخائفين و المتوجسين من أيضا! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق