
المعروف و الشائع عن النظام الايراني، انه تثور ثائرته و تصدر عنه مواقف غير مألوفة، عندما يکون هناك تهديد جدي ضده من أي مصدر کان بصورة عامة، لکن مواقفه تصبح إستثنائية و غير طبيعية بالمرة و تجد عليها طابع إنفعال واضح يقترب أحيانا من هستيريا سياسية أن جاز التعبير، عندما يجد أن منظمة مجاهدي خلق تدخل طرفا في ذلك التهديد، کما الحال في لقاء مريم رجوي ـ أحمد الجربا الذي جرى في باريس في 23/أيار 2014، وقد کانت ردود الفعل و التصريحات و المواقف في طابعها العام متسمة بتشنج و توتر و إنفعالية واضحة جدا، وکما هو معروف عن هذا النظام، فإن ترکيزهم من خلال العديد من التصريحات و المواقف کان يسير بإتجاه التقليل من دور و أهمية منظمة مجاهدي خلق على الساحة الايرانية وحتى إنعدامه کما صورت بعض التصريحات و قسم من وسائل الاعلام التابعة او الممولة من قبلهم، لکن السؤال الذي يواجههم بقوة هو: لماذا کل هذا الغضب و السخط و الانفعال على طرف لم يعد له وجود في الساحة الايرانية و صار صفرا في الاحداث و المسائل السياسية کما تصورون و توحون؟
غضب و سخط النظام الايراني إزداد شدة و إنفعالا بعدما وجد اهتمام مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية به و الرکيز عليه و تسليط الاضواء عليه تحليلا و بحثا و التلميح بأن معادلة الصراع الدامية في سوريا سوف تشهد تغييرا ملفتا بعد دخول طرف جديد للمعادلة، او بالاحرى إجراء تغيير في طرف من المعادلة بحيث تصبح منظمة مجاهدي خلق جزء من المعادلة، والذي يثير غيض و إمتعاض النظام و يدفعه لما هو أبعد من القلق، أن مايجري على الارض السورية من سيناريوهات دامية و مجازر دموية، انما يجري وضعها و إعدادها من قبل عناصر قدمت من إيران او انها اساسا هناك، و الذي لاشك فيه، أن أهل الدار أدرى بما فيه و أکثر خبرة في کيفية التصرف مع مشاکل و أمور قادمة من ذلك الدار، ومن هنا، فإن لقاء رجوي ـ الجربا يکتسب أهميته الاستثنائية و يمکن أکثر من بناء و أکثر من تعويل عليه و على ماقد يمکن أن يتمخض عنه وليس الامر سيکون متعلقا بالنظام السوري لوحده"لأن المسألة تعنيه بصورة مباشرة"، وانما بالنظام الايراني أيضا ولکن بصورة غير مباشرة عندما ترتد عليه نتائج الفشل و الهزيمة في سوريا کوابيسا و مصائبا في مختلف أرجاء إيران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق