السبت، 31 مايو 2014

لقاء قد يقلب الطاولة على الرؤوس

undefinedبحزاني - اسراء الزاملي: لاتبدو علامات الدهشة و الذهول على المتابعين و المراقبين السياسيين لما قد يتمخض من نتائج و تداعيات عن اللقاء السياسي النوعي الذي جرى بين أهم طرفين في المعارضتين الايرانية و السورية، لکن التعجب و الذهول يبدو على النظام الايراني للترحيب الاقليمي الذي قوبل به بشکل خاص، و ترحيب الشعبين الايراني و السوري بشکل خاص.
النظام الايراني الذي عمل دائما بکل طاقاته و إمکانياته من أجل إبعاد المعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية من أية أوضاع و أحداث و أمور سياسية، وسعى دائما لجعله بعيدا عن الاحداث و لايقام معه أية علاقات سياسية او تعاون او تنسيق، لکن نجاح المجلس الکبير في خروج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب الدولية التي وضعت فيه على أساس صفقة فاشلة منذ البداية، دفع المجلس لتحقيق الانتصار تلو الانتصار بحيث نجح في جعل حضوره أمرا واقعا و يحسب له حساب خاصا على الصعيدين الاقليمي و الدولي.

تورط النظام الديني في الازمة السورية و توريطه لجهات و أطراف اخرى معه، والتأثيرات و التداعيات السلبية لتورطه الکبير هذا الذي دفعه لزيادة تدخله بحيث وصل الى نقطة اللاعودة عندما ربط مصيره بمصير نظام بشار الاسد، وهو أمر لاحظه المجلس الوطني للمقاومة الايراني و شرح أسبابه و دوافعه بالتفصيل، لکنه"أي المجلس"، لم يقف في طابور المنتظرين او الذين يتصرفون في ظلال الاحداث، وانما بذل جهده الخاص لکي يکون طرفا في زعزعة و تهشيم الرکائز التي يقوم عليها تدخل النظام في سوريا، وقد أثمرت جهوده و جهود المخلصين في الثورة السورية، عن ذلك اللقاء الحساس الذي حدث بين سيدة المقاومة الايرانية و رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية مريم رجوي و بين السيد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية أحمد الجربا في 23/أيار في باريس، والذي کان بمثابة رسالة خاصة جدا للنظام الايراني تعلمه بأن زمن إنفراده و عبثه في الساحة السورية و إرتکابه للجرائم و المجازر بحق الابرياء و العزل قد حان الوقت ليس لإنهائه فقط وانما للإعداد لمحاسبة المتورطين بالجرائم و المجازر ضد الانسانية التي تم إرتکابها ضد الشعب السوري بواسطة التنسيق و التعاون بين النظامين الدمويين.

لقاء مريم رجوي ـ أحمد الجربا، وکما يراه مراقبون سياسيون، هو لقاء ذو أهمية إستثنائية و حساسة و من الممکن أن يقلب الطاولة على رؤوس قادتي النظامين السورية و الايراني و يرسم طريقا لإنهاء هذه المواجهة في أقرب فرصة ممکنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق