السبت، 31 مايو 2014

إيران ومشروع الاتحاد الخليجي

undefinedالراي الاردنية - عمار الجنيدي: قاد الاحتجاج والاعتراض الإيراني على مشروع الاتحاد الخليجي بين مملكة البحرين والمملكة السعودية إلى ترجمة النوايا الإيرانية تجاه الدول العربية الخليجية وسعيها إلى التدخل في كل ما يحدث فيها، خاصة في مملكة البحرين من تأجيج الشارع السياسي وإمداد منظماته وجمعياته السياسية منذ زمن بعيد بالمعونات المادية والتنظيمية الهادفة إلى زعزعة نظام الحكم هناك وخلق بلبلة لإشغال وإرباك العالم وغضّ النظر ولو قليلا عن برنامجها النووي الساعية فيه بكل إصرار وتحد رغما عن إرادة العالم النافر والمشمئز منه، لدرجة التصريح من مسؤولين إيرانيين إن البحرين محافظة إيرانية، في إشارة لتبرير تدخلها الاستفزازي في الشؤون البحرينية.
مشروع الاتحاد الكونفدرالي بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية جاء نتاج ظروف سياسية واقتصادية وأمنية، فيها أولويات إستراتيجية خاضعة للمتغيرات الدولية والإقليمية، خاصة أن دول مجلس التعاون الخليجي الأعضاء الستة مهيأة للاتحاد فيما بينها كونفدراليا وهي تتحاور في هذا الشأن على مستوى الحاجة الملحّة وبالاعتماد على الرغبة الشعبية عند شعوب دول الخليج العربي قاطبة، فالاتحاد الخليجي الكبير حلم يراوح رغبة وتطلّع دول مجلس التعاون الخليجي في ظل الإحساس بأن دول العالم الكبرى منشغلة بمصالحها وأن دول الخليج غير قادرة على مواجهة ظروف الاعتداء عليها في الوقت الراهن؛ وهي التي تسعى من خلاله إلى توثيق أواصر التعاون السياسي والأمني والاقتصادي بين أعضائه ولتوافقها من منظور امني، فالاتحاد الخليجي الكبير به ضمانة لبعض الدول الصغيرة من الانهيار سياسيا واقتصاديا لذا فهو يمثّل مطلبا ملحّا بتبنيها المشاريع الاقتصادية الكبرى وقضية الاتحاد الجمركي وحجم التبادل التجاري بين دول الاتحاد جميعها وصولا إلى حلمها بالسوق المشتركة والعملة الخليجية الموحّدة؛ ولأنه أيضا تحدِّ كبير أمام دول الخليج جميعها في ظل صراعات إقليمية ودولية مستحكمة في المنطقة وصراعات وتناحرات طائفية وسياسية.

إيران أول المتأثّرين بهذا التوافق الاتحادي وفي هذه الظروف بالتحديد؛ ذلك أنها تريد دولا عربية وبالتحديد خليجية ضعيفة يسهل الاستقواء عليها أصابها بحالة من الاستنفار والذعر، إذ ما زالوا يعتبرون البحرين المحافظة الإيرانية الرابعة عشر ويتصرفون على هذا النحو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق