السبت، 31 مايو 2014

نظام الملالي مراوغة مع الغرب وعنف مع الوطنيين

undefinedنافذة لبنان - حسن طوالبة – رئيس لجنة الاعلاميين والكتاب العرب دفاعا عن ليبرتي
اني على يقين بأن دول الغرب تدرك مقدار مراوغة نظام الملالي في ايران في كل القضايا التي يتعاملون بها مع هذا النظام، ولكن دول الغرب تغلب مصالحها وترضخ احيانا من اجل تمرير هذه المصالح.
لقد ساد اعتقاد لدى كثيرين من المثقفين العرب والاعلاميين خاصة أن نظام الملالي نظام ثوري مقاوم ويهدد الكيان الصهيوني،وبالذات من خلال حزب الله في لبنان، ولكن العقل الفطن والكيس يعرف حق المعرفة ان الذي يعادي العرب ويعمل على اضعافهم هو مع الكيان الصهيوني ويعمل لصالحه. ونظام الملالي منذ عام ارسل وقبله 1979 على التوسع الجغرافي والعقدي على حساب العرب، وهذا المخطط تعرفه دول الغرب جيدا وتسكت عليه، لانه يصب في صالح الكيان الصهيوني. فالفرقة والاختلاف والحرب الاهلية التي اشعلها نظام الملالي في العراق وسوريه ولبنان ومصر واليمن والسعودية والبحرين، كلها تصب في صالح الكيان الصهيوني.
ولما كانت دول الغرب هي التي اوجدت هذا الكيان المسخ والغاصب لارض العرب في فلسطين، ومن واجبها المحافظة عليه، فانها تسكت على مراوغته واحتياله وارهابه ضد شعبه وضد الاخرين. هذه حقيقة لا يتغاضى عنها الا ذو مصلحة مادية او مغمور بالنزعة الطائفية. وتزامنا مع الجولة الجديدة من المفاوضات النووية، فان قادة نظام الملالي يؤكدون علي ضرورة اقتران استمرار المشاريع النووية والصاروخية للنظام ومواصلة المفاوضات وإنتهاج سياسة المساومة بهدف منع استمرار العقوبات الإقتصادية التي فرضتها الولايات المتحده ودول الغرب على نظام الملالي قبل الجولة الاخيرة من المفاوضات.
وفي كلمة لخامنئي (الولي الفقيه) أدلى بها بعد تفقده لمنتوجات القوه الجوية لقوات الحرس بان انتاج الصواريخ انما يعني «رسالة الاقتدار والكفاءة الذاتية» معربا عن قلقه ازاء «عدم أخذ هذه الرسالة بنظر الجد من قبل بعض المسؤولين» وقال: «القوة الجوية لقوات الحرس يجب أن تمرر أعمالها وبرامجها بدقة ولا ترضى بالحد الحالي. وعليها ومن واجبها أن توصل انتاجها من الصواريخ الى كميات ضخمة ». مضيفا «انهم (الغرب) بينما يتوقعون بأن تحد ايران من برنامجها الصاروخي فهم دوما يهددون ايران بالضربة العسكرية، لذلك فان مثل هذه التوقعات غبية وحمقاء».
وأكد خامنئي: «طبعا اني كنت دوما ومازلت أدافع عن المبادرة السياسية الخارجية والمفاوضات مع الغرب وأن نصيحتي الدائمة للمسؤولين هي بذل كل الجهود والمبادرة السياسية الخارجية والتعاملات الدولية». كما أكد خامنئي في الوقت نفسه على ضرورة الالتفاف على العقوبات قائلا «يجب أن لا يتم ارتهان احتياجات البلاد وبعض القضايا مثل العقوبات بالمفاوضات. على المسؤولين أن يعالجوا موضوع العقوبات بطريقة أخرى ». (وكالة أنباء ايسنا – 11 أيار / مايو).
من جهته أبرز الملا حسن روحاني رئيس النظام هدف النظام من المفاوضات ولكن بلسان آخر حيث قال ولو أننا «نريد أن نتخذ خطوات الى الأمام في المجال السياسي» الا «أننا لا نريد أن نتراجع ولو خطوة واحدة في مجال التقنية، ومن اجل هذه الغاية فقد بذل علمائنا ومنظمتنا للطاقة الذرية الغالي والنفيس. وها نحن واصلنا ونواصل جميع نشاطاتنا العلمية والعمل القانوني.
وعلى جميع الغربيين والشرقيين و 5 +1 أن يعلموا ذلك ». (وكالة أنباء فارس لقوات الحرس – 11 أيار / مايو). وقال علي لاريجاني رئيس برلمان نظام الملالي «المفاوضات النووية لن تكون محل تسامح. كمية التقنية النووية في المفاوضات لا تقبل المساومة ». (وكالة أنباء ايلنا الحكومية – 12 أيار / مايو).
وفى الوقت نفسه هذآ حذر نواب برلمان الملالي القوى العظمى فى بيان بعنوان [اقرأوا نظام الملالي] «من أن الشعب الايراني لن يتخلى عن مواقفه تجاه التقنية النووية السلمية … على فريق المفاوضة أن لا يتراجع». (وكالة أنباء ايرنا الحكومية – 12 أيار / مايو).
وقد اكدت تجربة السنوات ال 30 الماضية أن المبادرات والمفاوضات في أدبيات نظام الملالي لا معنى لها سوى المراوغة والاخفاء وشراء الوقت.
وفي الوقت الذي تصرخ دول الغرب دفاعا عن حقوق الانسان وتدين هذا النظام وذاك فانها تغض الطرف عن ممارسات نظام الملالي الارهابية ضد الشعب الايراني و المقاومة الايرانية . وهاهي وسائل الاعلام تنقل لنا كل يوم اخبار الاعدامات لشباب وشياب من الوطنيين الايرانيين لمجرد ان لهم مواقف من نظام الملالي ومن سياسته القمعية في الداخل وسياسته الارهابية في الخارج، تلك السياسة كلفت الخزينة الايرانية مليارات الدولارات على حساب قوت الفقراء في ايران.
وفي هذا السياق أعدم نظام الملالي 11 سجينا شنقا بينهم امرأة بشكل جماعي ليلة الجمعة 9 أيار / مايو في سجن قزل حصار. كما أعدم سجين يوم 8 أيار / مايو في مدينة ساوه في المرأى العام. والتهمة الموجهة اليه كانت قتل احد عناصر الأمن الداخلي القمعية. وأعدم 3 سجناء في مدينة قم وسجين كردي في مدينة سنندج وسجين كردي آخر من اهالي مدينة اروميه في سجن همدان يوم 7 أيار / مايو الجاري. وأعدم 5 سجناء في سجن مدينة كرمان المركزي وسجين آخر في سجن مدينة سمنان يوم 5 أيار / مايو . وأعدم 11 سجينا آخرين يوم 20 نيسان / ابريل الماضي في سجن قزل. وبذلك فقد بلغ عدد الاعدامات 70 شخصا خلال عشرين يوما الماضية.
ان الابعاد المتزايدة للاعدامات في مختلف المدن الايرانية تدل على خوف نظام الملالي من انتفاضة أبناء الشعب الايراني الذين ضاقوا ذرعا.
واعرب الملا حسن روحاني رئيس الملالي عن قلقه من «انخفاض مستوى قابلية التحمل لدى الشعب» (وكالة فارس للأنباء – 6 أيار / مايو). كما حذرت وسائل الاعلام الحكومية من «حساسية الشعب في درجه الغليان». وكتبت صحيفة «ابتكار» المحسوبة على الاصلاحيين يوم 10 أيار / مايو قائلة: «يتحدث الجميع عن انخفاض مستوى قابلية التحمل لدى المجتمع الايراني وحذرت من تداعيات خطيرة لهذه الحالة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق