الأحد، 15 ديسمبر 2013

رسالة مفتوحة من فنان أضرب عن الطعام

مفكر حر -  حسن محمودي-احمد رضا ايرانبور: رسالة مفتوحة من مضرب عن الطعام في سجن ليبرتي الى الأمين العام للامم المتحدة والرئيس الامريكي
 ايها السيدان بان كي مون واوباما
 في الحقيقة لست ادري كيف اعرف نفسي؟!
اني مضرب عن الطعام في سجن ليبرتي…؟
 اني فنان مكبل…؟
 اسمي: احمد رضا ايرانبور، واْكنى عند اصدقائي بانوشيروان، نحو قبل 11 سنة وقبل ان تنشب الحرب الامريكي- العراقي و في صدد اعتاق بلدي من الاضطهاد ودكتاتورية الملالي انضممت بمجاهدي خلق في العراق، علما بان خوض هذه المعركة يعرضني لاخطار وشدائد متدفقة من حدب وصوب،اني كنت طالب الاعدادية في قسم الفنون الجميلة في مدينة شيراز وكنت اتعلم الرسم والغرافيك، ومتزامنا مع ذلك كنت اعشق الموسيقى وكنت احلم وصول يوم وانا اخدم بلدي في حد المستطاع،و احاول على احياء موسيقى وطني، التي لها تاريخ متألق وقديم، و مازالت تطأها حوافر خيل استبداد الملالي، وتورم جسدها الجريح ويغرد بالوان الحزن ويصرخ في زواياها واغاريدها صرخة الوجع.
أجل انني كنت اعزف آلة موسيقية ايرانية واصبت المراد وحصلت على تطورات لافتة للنظر. وفي مهرجان الموسيقى لمحافظة فارس الايرانية، احرزت اعلى مستوى ممكن لفنان صبي بالغ من العمر 16 عاما حيث كان لدي 10 تلاميذ، وكنت ابتغي ان انهي الاعدادية وادخل جامعة الموسيقى، عجالة الكلام هي ان كان لدي طموحات بسيطة ومن اجل التلذذ لم اختر درب مجاهدي خلق الابي.
اني واصدقائي المضربون عن الطعام هنا نتعب لاعتاق ايران، عندما تخلينا عن كل ملذات الحياة، كنا نعلم جيدا ان هذا الدرب الى مدى يحملنا الآلام والمعاناة ولمواجهتها درعنا صدورنا المفعمة بالايمان.
وقديما كنا نقرأ في الكتب ان الامم المتحدة منظمة للامم برمتها، وكنا نظن انها مؤسسة تأسست على معاناة الشعوب ودماء ضحايا الحربان العالميتان الابرياء، وتبشر بقضية توفر السلام والامن والرخاء للشعوب في ارجاء العالم، واتذكر ان ما كنا نفتخر به انا واصدقائي كان شعر ”سعدي الشيرازي” ذو المغزى والمنحوت على بوابة مبنى الامم المتحدة وهو يقول ان:” بنو البشر كاعضاء جسم واحد…” وكذلك لقد سمعنا بان العديد من بنود ميثاق الامم المتحدة يحتوي على ميثاق الملك الايراني”كوروش” المشتهر بعدله الذي ورثه للاجيال القادمة.
والا ان تكسرت نظرتي العامة عندما اقتضت ضرورة ان التقي ببعض ممثلي الامم المتحدة في مخيمي اشرف وليبرتي شخصيا، لكنني ومع بالغ الاسف، طيلة السنوات الماضية الاربع، لمست لمس اليد حقيقة مريرة وهي ان هناك عناصر خاصة كمارتين كوبلر و… يحرفون الامم المتحدة وراء اغراضهم الشخصية وتنتشر اكاذيبهم تحت عنوان تقرير الأمين العام للامم المتحدة، اكاذيب كانت تقلب الحقائق وتبدل مكان الظالم بالمظلوم وتشحذ شفرة الجلاد على حلوقنا.

والى جانب نشر هذه التقارير من قبل الامم المتحدة ودون القيام باي تفحص وتدقيق فيها، هنالك كان للادارة الامريكية دورأيضا وهي وقعت على اتفاق معنا على انفراد، اتفاق كان يصرح ان ازاء تقديم اسلحتنا الى الولايات المتحدة انها تضمن حمايتنا لحين حسم موقعنا في العراق، غير انه وللاسف الشديد عندما يأتي الدور على الادارة الامريكية لا نصيب لنا سوى النسيان والخيانة بالوعود.
وفي يوليو 2009 وابريل 2011 وأمام عيون الامريكيين قامت قوات المالكي بابادتنا الجماعية مرتين ،ومن ثم في الأول من ايلول 2013 قتلوا 52 منا مكتوفي الايدي واختطفوا 7 وادعوا كذبا باننا لا علم لنا فيه، ومرة اخرى لقينا صمت الادارة الامريكية والامم المتحدة والتجأتا الى التملص من اجراء تحقيق مستقل دولي.

واني واحتجاجا على المجزرة التي حدثت بحق 52 من رفاقي الشهداء وخطف 7 منهم، الذين تبقوا في مخيم اشرف وفق اتفاق ثلاثي مع الامم المتحدة والادارة الامريكية والحكومة العراقية من اجل الحفاظ على ممتلكاتنا هناك، خضت معركة الامعاء الخاوية والى يومنا هذا يمضي 92 يوما عليها.

ولا ريب انني لن آلو جهدا وفداء لاجل انقاذ هؤلاء الإبرياء السبعة ولا حزن علي حتى ان تذوب عظامي كشموع و طوال هذه السنوات البعيدة عرف العالم المجاهدين حق المعرفة وانهم مستعدون كل الاستعداد ان يضحوا بالغالي والنفيس وما يفوق التصور من اجل القضية ورفاق الدرب، فعليه اطالبكما بالوفاء بالوعود كي لا تفوتنا الفرصة لان نتيجة المعركة هذه ووقوفنا واضحة وضوح الشمس.
انوشيروان ايرانبور من سجن ليبرتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق