السبت، 7 ديسمبر 2013

هل يصلح ظريف ما افسده نظامه؟

المستقبل العربي - سعاد عزيز: ماقد صرح به محمد جواد ظريف وزير خارجية النظام الايراني من الکويت عشية زيارته لها للمشارکة في أعمال الدورة الثانية للجنة المشترکة بين البلدين، من أن:" علاقاتنا مع دول الجوار استراتيجية، وسنفتح معها صفحة جديدة"، واننا عندما نبحث في الجملتين المترادفتين اللتين أکد عليهما في تصريحه هذا فإننا سنجد التناقض و التضارب يکاد أن يهيمن عليه بالکامل.
مايؤکده ظريف في الجملة الاولى من تصريحه سارد الذکر على أن" علاقاتنا مع دول الجوار استراتيجية"، يثبته تدخلهم المفرط و غير العادي في الشؤون الداخلية لها و بمختلف الطرق و الصور و الاساليب بحيث جعلوها جزئا اساسيا من استراتيجيتهم، وان العراق و سوريا و لبنان و اليمن، نماذج حية تثبت هذه الحقيقة، لأن نظامه قد بنى أساسه على إستغلال الاوضاع في"دول الجوار"و توظيفها لصالح مشروعه الاسود المشبوه، وان الامثلة کثيرة جدا بهذا الاتجاه، أما بخصوص الجملة الثانية من التصريح أي" وسنفتح معها صفحة جديدة"، فإن مربط الفرس هنا، حيث أن السؤال الذي يطرح نفسه:
 أية صفحة جديدة تلك التي سيقوم ظريف بفتحها مع دول الجوار؟ هل ستنهي تدخل نظامه في الشأن الداخلي لهذه الدول؟ هل سنصحو لنجد نفوذ نظامه قد إنتهى في العراق و سوريا و لبنان و اليمن و بلدان أخرى مثلا؟ هل سنشهد نهاية التدخل السافر لنظامه في سوريا الى جانب نظام الاسد حيث يذبحان سوية الشعب السوري؟ هل سنتفاجئ بإنتهاء التفجيرات و العمليات الارهابية في العراق و القتل على الهوية و إستهداف المعارضين الايرانيين من سکان مخيم ليبرتي؟ هل سيضع النظام حدا لتدخله في لبنان من خلال جعله لحزب الله اللبناني التابع له کدول داخل الدولة اللبنانية و نرى نهاية اللعب بمقدرات و مصالح الشعب اللبناني؟

الواقع أن المرء بماضيه يقاس و على أساسه يمکن تحديد حجم و مستوى الثقة الممنوحة له، وان ماضي هذا النظام ليس أبدا من النوع الذي يبعث على الثقة و الطمأنينة وانما هو مبعث و محط الشك و الريبة و التوجس، والاغرب من ذلك انه يبعث على التوجس و القلق عندما يمد يديه للمصافحة و الاتفاق، وان الکلام لوحده لايکفي مطلقا إذ أن لهذا النظام باع طويل في مجال إطلاق التصريحات و التطمينات في الوقت الذي يعمل على أرض الواقع عکس ذلك تماما، وحتى ان إتفاقه الذي أبرمه عام 2004 مع بريطانيا و فرنسا و المانيا خير مثال حي على ذلك، إذ أنه و عوضا عن الالتزام ببنوده فإنه عمد الى خلاف ذلك سرا کما إتضح فيما بعد، وحتى أن الاتفاق الاخير الذي أبرموه مع مجموعة خمسة زائد واحد، لايزال يکتنفه الکثير من الغموض و يثير الشکوك لأن النظام لايزال يراوغ و يحاول إستغلال تفسيره"السقيم و المشبوه"لبنود الاتفاقية کمنفذ للالتفاف عليه.

ماأفسده و يفسده نظام ولاية الفقيه من العلاقات السياسية و الثقافية و الاجتماعية مع بلدان المنطقة طوال أکثر من ثلاثة عقود ليس بإمکان ظريف أن يصلحه بزيارة خاطفة للکويت او غيرها، ونعلنها بوجه ظريف و بکل صراحة: أکرمونا بعدم تدخلکم في الشأن الداخلي لدول المنطقة و کل شئ سيصلح من تلقاء نفسه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق