الأحد، 1 ديسمبر 2013

الاهم سيأتي بعد توقيع ظريف


بحزاني - مثنى الجادرجي: واخيرا، إستسلم نظام الملالي للإرادة الدولية و قدم مجموعة تنازلات واضحة يمکن إعتبارها الخطوة العملية الاولى على الطريق الذي سيفضي الى تصفية مشروعه النووي ببعده العسکري، ولم يأتي هذا الاستسلام و الرضوخ عبثا او من لاشئ وانما جاء بسبب العقوبات الدولية و الموقف الشعبي الرافض للنظام بشأن طموحاته النووية ولاسيما بعد أن صار 85% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر.
إستسلام النظام هذا و توقيعه لإتفاق نووي مع مجموعة 5+1 في جنيف لايجب إعتباره بمثابة شهادة حسن سيرة و سلوك للنظام، بل انه مجرد خطوة أولية في طريق شائك و معقد من الممکن جدا أن يحاول النظام خلاله المراوغة و المناورة واللف و الدوران من أجل خداع المجتمع الدولي و السعي لإنجاز مهمته الاساسية بصنع القنبلة النووية، ولهذا فإنه من الضروري و المهم جدا أن ينتبه المجتمع الدولي لهذه الناحية و ان يأخذها بعين الاعتبار.

إنصياع النظام الايراني للإرادة الدولية لم يأت إعتباطا وانما وکما وصفته السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية التراجع «الاجباري» للديكتاتورية الدينية الحاكمة في ايران في مشروعها لصنع القنبلة النووية في مفاوضات جنيف بأنه حصيلة مباشرة للعقوبات الدولية ومعارضة الشعب الايراني الواسعة لسياسات نظام ولاية الفقيه اللاوطنية. ذلك النظام الذي يرى الحصول على السلاح النووي ضمانا استراتيجيا لبقائه وأن مشاريعه النووية العلنية والسرية أدت الى انتشار الفقر بشكل واسع بين المواطنين وتدمير الاقتصاد الايراني.

الاعتقاد بأن روحاني قد جاء فعلا وهو يحمل نوايا صافية و سليمة و صادقة تجاه المجتمع الدولي وانه يجسد فعلا الاصلاح و الاعتدال، انما هو وهم و لهاث خلف سراب بقيعة، إذ أن روحاني قد جاء بالاساس و هو يحمل بين يده مشروعا خاصا من أجل إنقاذ النظام و إخراجه من ورطته و مأزقه وحتى أن تجاوب النظام مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بمشروعه النووي لايمکن أن يفسر على اساس انه بادرة حسن نية تلقائية من جانب النظام او انه إعادة نظر في ماض غير مجدي، بل هو مخطط جديد للنظام يجب الحذر منه و عدم الانخداع ببريق الکلمات و التعابير و لا بالابتسامات الماکرة التي تخفي خلف السحنات الکثير من الدسائس و النوايا الشريرة.

ماأکدته السيدة مريم رجوي، في بيانها الخاص بمناسبة إتفاقية جنيف، قد تضمن أيضا ملاحظة بالغة الاهمية و الحساسية عندما قالت بأنه" لو كانت القوى العظمى قد عملت بحزم ووضعت جانبا الاعتبارات الاقتصادية والسياسية لكان بامكانهم تفكيك برنامج النظام لصنع القنبلة النووية بالكامل في المفاوضات الحالية."، حيث أن النظام و بسبب من تفاقم اوضاعه السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية کان يحاول جاهدا البحث عن أي منفذ او مخرج للتخلص من تبعات و تداعيات و نتائج مشاکله و ازماته العويصة بسبب من سياساته الطائشة الحمقاء و على رأسها مشروعه النووي المشبوه، وعلى هذا الاساس، فإن توخي الحذر و الانتباه في التعامل مع النظام الايراني و عدم إعطائه أية فرصة لکي يستغلها و يعود الى ممارساته السابقة، أهم من ذلك التوقيع"الاجباري"الذي قام به وزير خارجية النظام ظريف في ظروف غير عادية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق