الخميس، 5 ديسمبر 2013

تمهيدات لإنتهاك إتفاقية جنيف


دنيا الوطن - نجاح الزهراوي: لم تمض سوى فترة قصيرة جدا على توقيع إتفاقية جنيف بين دول مجموعة 5+1 و النظام الايراني، حتى بدأت التصريحات و المواقف المتباينة تصدر من جانب قادة و مسؤولي النظام الايراني و کلها تسير بإتجاه يخالف و يعاکس إتجاه الاتفاقية.
إتفاقية جنيف التي يراها المراقبون بأنها الخطوة العملية الاولى للسير بإتجاه تخلي النظام الايراني عن القنبلة الذرية التي کان يعول عليها لدعم و ترسيخ مشروعه السياسي ـ الفکري، وکما توقعت العديد من الاوساط السياسية و الاعلامية، فإن بوادر تململ النظام و تبرمه من الاتفاقية قد بدأت بالظهور رويدا رويدا، إذ قادة و مسؤولي النظام يسعون من خلال کهربة الاجواء و إختلاق الاکاذيب و تحريف البنود او تحميلها تفسيرات غير تفسيراتها الحقيقية، التمهيد لإنتهاك الاتفاقية.

صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية للنظام الايراني، صرح يوم 1/12/2013، بأن نظامه"لن يترك مفاعل أراك للماء الثقيل. هذا خطنا الأحمر في محادثتنا بالقوى العالمية"، وکتهديد و إبتزاز واضح لمجموعة 5+1، فقد أضاف في سياق نفس التصريح أيضا:" اذا كان الغرب لا يلتزم بالاتفاق ويواجهنا فان شعبنا سيخلق ملحمة أعظم من الحرب المفروضة الحرب العراقيه الايرانية في الثمانينات."، والاغرب من ذلك أن مفاعل بوشهر الذي تم التعاقد عليه منذ 37 عاما ولم يکتمل لحد الان، فإن صالحي يخبر عن عن ترکيب مفاعل نووي آخر في بوشهر السنة القادمة، وان هذا التصريح يدل على هروب واضح جدا للأمام و القفز على الحقائق و هو يدل في نفس الوقت على کشف النوايا غير السليمة للنظام و التمهيد لإنتهاك بنود الاتفاقية.

أما عباس عراقجي، مساعد وزير خارجية النظام فإنه و في تصريح غريب من نوعه يستهدف ليس بنود الاتفاق وانما الاتفاق بخطه العام عندما قال:" لا يمكن اعتبار نص الاتفاق بين ايران والدول 5+1 اتفاق قانوني يأتي بتعهدات ملزمة وانما هو يشبه بيانا سياسيا"، ولهذا فإنه يرى من حق نظامه أن يستمر برنامجه من حيث النوعية قدما للأمام، بل وانه يتمادى أکثر من اللازم عندما يصرح و بل وقاحة:" ان برنامجنا قد وصل الى نضجه الكامل ولا تراجع له"، وان عراقجي بتصريحه المثير للسخرية هذا يجعل من ممثلي دول مجموعة 5+1، يبدون وکأنهم أغبياء او مغفلين و لم ينتبهوا الى ماقد کتبوا في الاتفاقية بل وانهم کما يظهر من تفسيرات و تأويلات صالحي و عراقجي ذهبوا الى جنيف من أجل التوقيع على بيان سياسي و ليست إتفاقية عمل تضع حدا لطموحات النظام الايراني النووية.

قبل عقد إتفاقية جنيف بين دول مجموعة 5+1 مع النظام الايراني، أعلنت المقاومة الايرانية على لسان أحد أعضائها القياديين في باريس عن موقع نووي سري جديد للنظام، وقد حذرت المقاومة في بياناتها المتعلقة بالمشروع النووي للنظام الايراني من إستحالة موافقة النظام على التخلي عن مشروعه وانه يستخدم المفاوضات من أجل إستغلال عامل الزمن في سبيل تحقيق حلمه النووي، لکن يبدو أن هذه الدول ظنت بأنها قد حققت المعجزة عندما رأت وزير خارجية النظام يوقع على إتفاقية جنيف ظنا منها بأن الامر قد بات مفروغا منه وان النظام سيلتزم بتعهداته، لکن و کما يبدو أن المشکلة ستظهر من بعد توقيع العقد و ليس تحل، وان الايام القادمة ستثبت للعالم صداقية المقاومة الايرانية في مواقفها و تصريحاتها وان مفاوضي النظام الايراني انما يلهثون خلف سراب بقيعة ليس إلا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق