الثلاثاء، 15 يوليو 2014

ديمقراطية لايفهمها أحد

undefinedالعراق تايمز - سهى مازن القيسي: لايبدو أن نوري المالکي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، يأبه او يکترث لکل تلك المطالب و النداءات الموجهة إليه بالتنحي عن منصب رئاسة الوزراء و عدم الترشح لولاية ثالثة، إذ وبعد أن فشل إجتماع تم عقده يوم الاحد 13 تموز الجاري، بين إبراهيم الجعفري و نوري المالکي لغرض تسمية مرشح التحالف الوطني ،
کان هناك أيضا خبرا آخرا بنفس الاتجاه نقلته وسائل الاعلام بصدد مطالبة المالکي مرشح ائتلاف القوى الوطنية لرئاسة مجلس النواب سليم الجبوري بالتوقيع على على ورقة مضمونها دعم الجبوري لتجديد ولاية المالکي مقابل حصول الجبوري على رئاسة المجلس، وهذان المؤشران يدلان و بصورة واضحة لاغبار عليها بأن المالکي لايزال مصرا على الاستمرار في منصبه لولاية ثالثة و عدم إستعداده للتخلي عن ذلك مهما کلف الامر.

إصرار المالکي الغريب هذا يأتي في وقت حذر ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراقي مالدينوف من تدهور الاوضاع في العراق في حال عدم حصول إتفاق بين القوى السياسية العراقية من أجل تسمية الرؤساء الثلاثة، کما انه يأتي في وقت ليس لم تنجح قواته في إعادة السيطرة على الموصل و تکريت فقط وانما ورود تقارير بشأن أن المسلحين قد صاروا على بعد 70 کيلومترا عن بغداد، وهذا مايضفي أجواءا من الضبابية و الغموض على الايام القادمة في حال إستمرار المالکي في موقفه هذا و عدم إستجابته لمنطق العقل و الحکمة و الصواب.

طهران التي تزعم في الظاهر أنها وإن تؤيد إعادة ترشيح المالکي لولاية ثالثة لکنها لاتصر على ذلك في حال وجود مرشح آخر متفق عليه، لايبدو موقفها هذا مفهوما و مقبولا و مستساغا من جانب الاطراف العراقية المختلفة لأن الجميع يعلمون بأن المالکي ليس في وضع يملي على طهران وانما العکس تماما، لکن يبدو أن طهران لديها ثمة قناعة من أن إزاحة المالکي يعني لوي ذراعها، وبالتالي فتح باب يقود الى فتح عشرات الابواب الاخرى للإعتراض على سياساتها في العراق خصوصا من زاوية تدخلها الذي تجاوز الحدود المألوفة، لکن في نفس الوقت يمکن أيضا قراءة موقف النظام الايراني المؤيد بقوة للمالکي من زاوية أخرى وهو انه يمهد لسيناريو يکاد أن يکون شبيها للسيناريو السوري، حيث سيغامر النظام بکل إمکانياته و قدراته في سبيل السيطرة على الاوضاع في العراق و بالتالي إعادة صياغة جديدة للمعادلات السياسية و المشهد السياسي العراقي برمته.

المالکي الذي يزعم بأنه يسعى لولاية ثالثة دفاعا عن الديمقراطية في مواجهة مساع معادية للديمقراطية و منافية لها، وهو زعم ليس الاطراف العراقية فقط وانما حتى المنطقة و العالم يسخرون منه، لأنها ديمقراطية لايفهمها أحد و لاوجود لها إلا في مخيلة المالکي لوحده!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق