دينا الوطن - کوثر العزاوي: الاوضاع المتفاقمة في العراق خصوصا الحرب التمويهية التي يشنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي تحت يافطة الحرب على الارهاب، و التوتر في العلاقات مع أکثر من طرف سياسي عراقي، و تصريحات المالکي الاخيرة التي أعلن فيها عدم إلتزامه بالبرلمان العراقي و مضيه قدما بقراراته من دون الرجوع إليه، کل هذا يضفي الکثير من الضبابية و الغموض على المشهد العراقي و يجعله مرتعا و ساحة خصبة لتصفية الحسابات و تنفيذ المخططات الخاصة.
النفوذ الايراني الذي يلعب دورا متصاعدا في العراق الى الحد الذي يمکن أن نصف العراق الان بقاعدة لإنطلاق هذا النفوذ بإتجاه دول أخرى بالمنطقة، له أکثر من علاقة و دور بالتطورات و الاوضاع الجارية في العراق خصوصا وان تحالفه القوي مع شخص رئيس الوزراء نوري المالکي يمنح الکثير من الاسباب للإعتقاد بأن مايحدث حاليا في العراق انما هو بسبب إتفاق و تخطيط و تنسيق بين الطرفين، ولاسيما إذا ماتأکد لنا أن معظم المخططات الجارية حاليا تنفيذها تستهدف أطرافا و جماعات و احزاب لها علاقة غير طيبة مع النظام الايراني من جهة و علاقة متوترة مع المالکي ذاته من جهة ثانية.
سکان ليبرتي الذين هم بالاصل سکان معسکر أشرف من مجاهدي خلق الذين تم إبعادهم عنها بمختلف الطرق و الاساليب الملتوية و المخططات المشبوهة التي وصلت الى حد ضلوع ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن کوبلر بها، هؤلاء السکان على الرغم من أنه قد جرى إستهدافهم في معسکر أشرف بخمسة هجمات ضارية أثارت سخط الرأي العام العالمي و المنظمات المعنية بحقوق الانسان و الاوساط الدولية، فإنهم قد تعرضوا في مخيم ليبرتي الذي هو أشبه مايکون بسجن ردئ الى أربعة هجمات صاروخية غريبة من نوعها، وفي کل هذه الهجمات توضح للقاصي قبل الداني ضلوع حکومة نوري المالکي بها بالاخص وان المالکي قد تم دعمه و تإييده لدورة ثانية کرئيس للوزراء من قبل النظام الايراني على أساس مجموعة من المطالب على رأسها تصديه لسکان أشرف و ليبرتي و إغلاق ملفهم.
الاوضاع المتوترة و المضطربة في العراق، مياه قام النظام الايراني و المالکي بتعکيرها في سبيل إصطياد خصومهم فيها بکل الاساليب و الوسائل، وان قادة معظم الاطراف العراقية المتضادة مع المالکي تؤکد بأن الاخير يتبع اساليب مشبوهة و يخلط الحق بالباطل و يستخدم الکذب و الدس و التحريف في سبيل الايقاع بخصومه، وفي خضم هذه الاجواء الضبابية و الاوراق المختلطة، فإن النظام الايراني قد وضع أکثر من مخطط بالتعاون و التنسيق مع حکومة المالکي لإستهداف سکان ليبرتي وان هناك خطوات يمکن إعتبارها تمهيدية لذلك، ومن ضمنها تلك التصريحات المشبوهة و المخالفة و المناقضة للقوانين الدولية و الانسانية و حتى السماوية و التي أدلى بها وزيري العدل في حکومة المالکي و في حکومة روحاني بشأن العمل من أجل تسليم سکان ليبرتي للنظام الايراني، والمثير للسخرية ان حکومة المالکي ومن أجل التمويه على لعبتها القذرة هذه، تقيم حاليا مؤتمرا في بغداد لمکافحة الارهاب في الوقت الذي نجد أنها ضالعة و متورطة في الارهاب و تمويله سيما وانها حليفة للنظام الذي يعرف العالم کله انه مصدر الارهاب للعالم.
الاوضاع المتباينة هذه، تستدعي موقفا دوليا مسؤولا للعمل من أجل حماية سکان ليبرتي وعدم السماح بإستهدافهم مجددا وان الولايات المتحدة و الامم المتحدة و دول الاتحاد الاوربي مطالبين بإتخاذ خطوات عملية جادة في سبيل وأد هذا المخطط الجديد و الحيلولة دونه خصوصا وان هذا النظام عندما يجد ان مخططا له قد تم تنفيذه دون معارضة او رفض فإنه يبادر الى مخطط آخر أکثر قذارة منه.
اخبار ايران: أکثر من تهديد يحدق بليبرتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق